أم البراءة
من عليّ عليه السّلام؟ فقال: الرخصة أحبّ إليّ، أما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ في
عمّار: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ
قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ».[1]
و
خبر عبد اللّه بن عجلان، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «سألته فقلت له: إنّ
الضحاك قد ظهر بالكوفة و يوشك أن ندعى البراءة من عليّ عليه السّلام، فكيف نصنع
قال: فابرأ منه، قلت: أيهما أحبّ إليك؟ قال: ان تمضوا على ما مضى عليه عمار بن
ياسر، اخذ بمكة فقالوا له: ابرأ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فبرئ منه
فأنزل اللّه عزّ و جلّ عنده: إلّا من اكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان».[2]
و
لكن رجّح الشيخ المفيد الطائفة الاولى؛ حيث قال في الإرشاد: «استفاض عن أمير
المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: ستعرضون من بعدي على سبّي فسبّوني، فمن عرض عليه
البراءة منّي فليمدد عنقه، فإن برئ منّي فلا دنيا له و لا آخرة».[3]
و
مقتضى القاعدة الجواز و ذلك أوّلا لصراحة الطائفة الثانية في الجواز فيؤخذ بالصريح
و يحمل ظهور الطائفة الاولى في الحرمة على الكراهة.
و
ثانيا: لأنّ المرجع المحكّم عند تعارض النصوص الكتاب و قد دلّ قوله:
إِلَّا
مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ على
الجواز، و لا سيّما بلحاظ النصوص المفسّرة، كما في صحيح محمد بن مروان قال: «قال
لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما منع ميثم رحمة اللّه من التقية؟ فو اللّه لقد
علم أنّ هذه الآية نزلت في عمّار و أصحابه؛ إلّا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان».[4]
هذا
مضافا إلى تكذيب ما ورد من النهي عن التبري في معتبرة مسعدة بن صدقة أو موثّقته
قال: «قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إنّ الناس يروون أنّ عليّا عليه السّلام
قال على منبر الكوفة: أيّها الناس انكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني، ثمّ تدعون إلى
البراءة منّي فلا تبرءوا منّي، فقال عليه السّلام: ما أكثر ما يكذب الناس على عليّ
عليه السّلام، ثمّ قال: إنّما قال: أنّكم ستدعون إلى سبّي
[1] وسائل الشيعة: ج 11 باب 29 من أبواب الأمر و النهي
ح 12.