تحقيق مدرك
هذه القاعدة، مثل قوله عليه السّلام: «التقية في كلّ شيء يضطرّ إليه ابن آدم»، و
قوله: «التقية في كلّ ضرورة».[1] و قوله
عليه السّلام: «إنّه كلّما خاف المؤمن على نفسه فيه ضرورة، فله فيه التقية».[2]
و
لا يخفى أنّ الاضطرار مختصّ بشخص المضطر. فإذا صدق عنوان المضطرّ على المتّقي
تشمله أدلّة هذا النوع من التقية. و من هنا لا تشمله ما إذا توجّه بسبب تقيته ضرر
إلى الإسلام و المسلمين؛ نظرا إلى عدم صدق عنوان المضطرّ عليه لأجل ذلك. كما أنّ
التقية الإكراهية أيضا كذلك من هذه الجهة؛ حيث لا يصدق عنوان المكره عليه لأجل
ذلك، و سيأتي توضيح ذلك في محلّه.
التقية
المداراتية
و
هي الّتي شرّعت لوحدة الكلمة بين المسلمين- العامّة و الخاصّة- و تحبيب قلوب
المخالفين و جرّ مودّتهم و جلب محبّتهم اتّقاء من فتنة الاختلاف بين المسلمين و
تقوية للمذهب و صونا له من موجبات الوهن و الضعف.
و
قد دلّت على ذلك عدّة نصوص.
منها:
ما رواه في الكافي عن هشام الكندي، قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:
«إيّاكم
أن تعملوا عملا نعيّر به، فإنّ ولد السوء يعيّر والده بعمله. كونوا لمن انقطعتم
إليه زينا و لا تكونوا عليه شينا. صلّوا في عشائرهم، و عودوا مرضاهم، و اشهدوا
جنائزهم و لا يسبقونكم إلى شيء من الخير، فانتم أولى به منهم. و اللّه ما عبد
اللّه بشيء أحبّ إليه من الخبأ. قلت:
و
ما الخبأ؟ قال عليه السّلام: التقية».[3]
الخبأ في اللغة بمعنى الإخفاء، كما ورد في النصّ «المرء مخبوء تحت لسانه». و هذا
المعنى يناسب التقية.
[1] وسائل الشيعة: ج 11 ب 25 من الأمر و النهي، ح 1 و
2.
[2] وسائل الشيعة: ج 11 ب 12، من كتاب الأيمان ح 16.
[3] وسائل الشيعة: ج 11 ب 26 من الأمر بالمعروف، ح 2.