و
قد ادّعى بعض أبناء العامّة من أنّ التقية في الحقيقة كذب؛ لزعم رجوعها إلى إظهار
ما لا يطابق الواقع في اعتقاد شخص المتّقي.
ففي
الحقيقة هو إخبار عمّا لا يطابق الواقع عند المخبر.
و
هذا الإشكال لا وجه له.
و
ذلك أوّلا: لأنّ الكذب هو الإخبار الغير المطابق للواقع فهو من مقولة اللفظ. و
أمّا التقية فهي أعمّ من القول و الفعل. و الغالب في التقية الفعل و لا يصدق عليه
الكذب.
و
أمّا في موارد التقية بالقول الغير المطابق للواقع، فيرتفع قبح الكذب بسبب أهمّية
التقية و خطورتها، كما تعرف في الوجه الثاني. هذا، مع أنّ التقية أجنبيّة عن مفهوم
الإخبار، حيث إنّه لم يتضمّن مفهوم الإخبار كما هو واضح لمن لاحظ موارد التقية، و
تأمّل في كلمات الفقهاء في تعريف التقية.