تُخْفُوها
وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)[1]. فإنّ قوله: (خَيْرٌ لَكُمْ) أي أخير لكم من أن تؤتوها مُعلناً. وذلك لأنّ
الصدقة العلانية بعد مشروعيتها وجوازها لا إشكال في كونها خيراً حسنةً ومندوبة،
كما دلّ عليه قوله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَ إِنْ تُخْفُوها وَ
تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ...) وما قلناه هو مقتضى الجمع بين هاتين الآيتين.
والمرويّ
عن النبي صلى الله عليه و آله: «صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ
وتطفئُ الخطيئة كما يطفئُ الماءُ النار وتدفع سبعين باباً من البلاء»[2].
وموثّقة
عمّار الساباطي قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: «يا
عمّار الصدقة، واللَّه في السرّ أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك واللَّه
العبادة في السرّ أفضل منها في العلانية»[3].
وما
رواه الصدوق بقوله: كان أمير المؤمنين يقول: «إنّ
أفضل ما يتوسّل به المتوسّلون الإيمان باللَّه ... وصدقة السرّ؛ فإنّها تطفئ
الخطيئة وتطفئ غضب اللَّه عزّ وجلّ ...»[4]
إلى غير ذلك من النصوص.
وأمّا
استحباب إظهار الصدقة المفروضة، فهو المشهور، كما قال في الحدائق[5]
وهو مقتضى التحقيق لدلالة النصوص.
كصحيح
أبي بصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله تعالى:
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ