(مسألة
48): لو قال: «وقفت على أولادي نسلًا بعد نسل وبطناً بعد بطن»، فالظاهر المتبادر
منه عرفاً أنّه وقف ترتيب (1)، فلا يشارك الولد أباه ولا ابن الأخ عمّه.
______________________________
حكم الوقف على الأولاد نسلًا بعد نسل
1-
وذلك لدلالة لفظة «بعد» في قوله: «نسلًا بعد نسل»؛ حيث يتبادر منه البعدية. ومقتضى
بعدية النسل اللاحق عن السابق في تعلّق الوقف به، عدم وصول النوبة إليه مع وجود
النسل السابق، ولو بقي منه فردٌ واحدٌ.
ولكن
يخطر بالبال هاهنا أنّ الظاهر انحلال البعدية والترتيب في الوقف على الأقارب.
فيلاحظ الترتيب بين الأب والابن علىحدة وكذا بين الأخ وابنه. وعليه فوجود الأخ لا
يمنع من انتفاع الولد بعد موت أبيه الواقف. وإنّما يمنع الأخ ابنه، لا ابن أخيه.
وعليه فلا مانع من مشاركة ابن الأخ عمّه مع موت أبيه، وإنّما لا يشارك أباه الذي
هو أخ الواقف. فيما لو قال: وقفت على أقربائي وأرحامي نسلًا بعد نسل وبطناً بعد
بطن. نعم في الوقف على الأولاد نسلًا بعد نسل، فالظاهر عدم انحلال الترتيب
والبعدية بين الأولاد، فلا يلاحظ لكلّ ولد ترتيباً علىحدة.
ثمّ
إنّه يحتمل كون قوله: «نسلًا بعد نسل» قيداً للأولاد بمعنى أنّ الوقف قد انشي
لجميع الأولاد في عرض واحد سواء، وإنّما الأولاد موصوفون بأ نّهم يولدون نسلًا بعد
نسلٍ. وعليه فلا يقتضي الترتيب.
ومن
هنا احتمل الوجهين في العروة بقوله: «ولو قال: وقفت على أولادي نسلًا بعد نسل أو
بطناً بعد بطن. ففي كونه ترتيباً أو تشريكاً قولان، مبنيّان على أنّ قوله: