responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في القواعد التفسيرية نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    جلد : 1  صفحه : 53

ذلك إلى الأئمّة المعصومين عليهم السلام الذين هم الراسخون في العلم و المتخصّصون في استكشاف مراد اللّه من آيات كتابه. و سيأتي بيان الحكمة في إنزال الآيات المتشابهة و حصر العلم بها في الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

و ممّا يشهد لما قلنا قوله تعالى: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‌[1]؛ حيث إنّه لو كان القرآن تبيانا لكل شي‌ء و بيانا للنّاس مباشرة، فأيّ حاجة إلى تبيين آياته و أحكامه ببيان النبيّ؟! بل يعلم من هذه الآية أنّ نزول القرآن كان على أساس تبيين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. فيكشف ذلك عن أنّ المراد من كون القرآن تبيانا لكل شي‌ء و كونه بيانا للناس، كونه كذلك على النحو الذي رسّمناه.

و لا يخفى أنّ التدبّر المأمور به في الآيات القرآنية غير تفسير القرآن، بل المراد منه التفكّر و التأمّل في مضامين الآيات و ما تفيده من الحقائق و الرسالات و الارشادات للاتّعاظ و الاعتبار. و هذا يأتى حتى في الآيات الصريحة. و عليه فلا يصح الاستشهاد بمثل قوله تعالى: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ قُلُوبٍ أَقْفالُها[2] لاثبات جواز التفسير.

و في ذلك بحث مفصّل سيأتي في الحلقة الثانية و في خلال المباحث الآتية في هذا الكتاب، إن شاء اللّه.


[1] النحل: 44.

[2] محمّد: 24.

نام کتاب : دروس في القواعد التفسيرية نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست