ذلك إلى
الأئمّة المعصومين عليهم السلام الذين هم الراسخون في العلم و المتخصّصون في
استكشاف مراد اللّه من آيات كتابه. و سيأتي بيان الحكمة في إنزال الآيات المتشابهة
و حصر العلم بها في الأئمّة المعصومين عليهم السلام.
و
ممّا يشهد لما قلنا قوله تعالى: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ
الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ[1]؛
حيث إنّه لو كان القرآن تبيانا لكل شيء و بيانا للنّاس مباشرة، فأيّ حاجة إلى
تبيين آياته و أحكامه ببيان النبيّ؟! بل يعلم من هذه الآية أنّ نزول القرآن كان
على أساس تبيين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. فيكشف ذلك عن أنّ المراد من كون
القرآن تبيانا لكل شيء و كونه بيانا للناس، كونه كذلك على النحو الذي رسّمناه.
و
لا يخفى أنّ التدبّر المأمور به في الآيات القرآنية غير تفسير القرآن، بل المراد
منه التفكّر و التأمّل في مضامين الآيات و ما تفيده من الحقائق و الرسالات و
الارشادات للاتّعاظ و الاعتبار. و هذا يأتى حتى في الآيات الصريحة. و عليه فلا يصح
الاستشهاد بمثل قوله تعالى: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها[2]
لاثبات جواز التفسير.
و
في ذلك بحث مفصّل سيأتي في الحلقة الثانية و في خلال المباحث الآتية في هذا
الكتاب، إن شاء اللّه.