و منها: ما
رواه عليّ بن إبراهيم بقوله: «حدّثني أبي عن صفوان بن يحيى عن العلاء عن محمّد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: آخر فريضة أنزلها اللّه تعالى الولاية، ثم لم
ينزل بعدها فريضة، ثمّ نزل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بكراع الغميم فأقامها رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة»[1].
و
لا يخفى أنّ تفسير الآية الشريفة بظاهر لفظه من غير اعتناء بالنصوص المفسّرة
الكاشفة عن مراد اللّه من الآية القرآنية، ليس إلّا من قبيل التفسير بالرأي.
و
منها قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ
فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ[2].
حيث
فسّره الزمخشري بقوله: «و المعنى فمستقرّ في الرحم و مستودع في الصلب، أو مستقرّ
فوق الأرض و مستودع تحتها».[3]
و
لكن دلّت النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام أنّ المقصود من المستقرّ ما
استقرّ إيمانه في قلبه، و من المستودع من لا يستقر الايمان في قلبه، بل يزول بعد
إعطائه و يسلبه اللّه قبل موت صاحبه.
و
إليك بعض هذه النصوص:
منها:
خبر أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قلت، هو الذي أنشأكم من نفس واحدة
فمستقر و مستودع، قال: ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه؟ قال: قلت: يقولون مستقر في
الرحم، و مستودع في الصلب. فقال عليه السلام: كذبوا، المستقر ما استقر الايمان في
قلبه، فلا ينزع منه أبدا. و المستودع الذي يستودع الايمان زمانا ثمّ يسلبه، و قد
كان الزبير منهم»[4].
و
منها: خبر محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام: «هُوَ
الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ،
قال عليه السلام: ما كان من الايمان المستقر، فمستقر إلى يوم القيامة