رويّتهم العقلية و مناهجهم الاستدلالية البرهانية اسوة في إقامة
البرهان على اصول الاعتقادات، و أن نقتدي و نتأسّي بهم، لا بمناهج
الفلاسفة. و إن كان ربما ينطبق كثيرٌ من مناهجهم الاستدلالية على
طريقة الأئمة عليه السلام و مسالكهم البرهانية. ولكن الذي ينبغي، بل يجب أن
يكون أصلًا متّبعاً و اسوةً لعلماء الامامية و متكلميهم في هذا المجال،
إنّما هو مسلك الائمة المعصومين و منهجهم الاستدلالي البرهاني في
إثبات اصول الاعتقادات. و لا ينبغي لهم أن يجعلوا مناهج الفلاسفة
أصلًا في ذلك ثم يقوموا بصدد توجيه الروايات الواردة، فيقبلوا ما كان
منها موافقاً لمناهج الفلاسفة و يطرحوا أو لا يعتنوا بساير النصوص
المعتبرة الواردة في الاستدلال العقلي و إقامة البرهان لاثبات اصول
الاعتقادات.
و لا ينبغي الغفلة عن أنّ هذا الاتجاه نوعٌ من الانحراف الاعتقادي عن
سُنّة النبي صلى الله عليه و آله و مسلك الأئمة المعصومين عليهم السلام في علم الكلام و إقامة
البرهان و الاستدلال العقلي لاثبات اصول الاعتقادات. فالمنهج الصحيح
في هذا المجال أن نجعل الأصل المتبع منهج الأئمة عليهم السلام و نفهمه و نتخذه
منهجاً في الاستدلال و إقامة البرهان لاثبات اصول الاعتقادات، و لو لم
يكن اثرٌ منه في تعابير الفلاسفة و مناهجهم البرهانية.
و يجب علينا الالتفات إلى نكتة مهمّة، و هي أنّ الأئمة
المعصومين عليهم السلام لما لهم من كمال العقل و قدرة الفكر الفائقة على جميع