تقريب آخرللاستدلال المزبور
و قد قرّب العلامة الطباطبائي الاستدلال المزبور
أيضاً بطريق برهان إلانّ- أي بمصداق الوجود
الخارجي، بلا واسطة لازم مفهومه، كما في الأوّل- بقوله: «لاريب أنّ
هناك موجوداً مَّا و كلُّ موجود فانه واجب؛ لأنّ الشي ما لم يجب لم
يوجد. فان كان هو أو شيٌ منه واجباً لذاته فهو المطلوب. و إن كان واجباً
لغيره- و هو علته الموجودة الواجبة-، فعلّته إما واجبة لذاتها فهو، و إمّا
واجبةٌ لغيرها، و ننقل الكلام إلى علة علته، و هلمّ جرّاً. فاما أن يدور أو
يتسلسل أو ينتهي إلى واجب لذاته. و الشِقَّان الأوّلان مستحيلان و
الثالث هو المطلوب».[1]
و لايخفى أنّ البرهان الإنّي ما يستدلّ فيه بوجود المعلول لاثبات
علته و البرهان اللمي ما يستدل فيه بوجود العلّة لاثبات معلولها.
و برهان الشيخ الرئيس من قبيل البرهان اللّمي لأنّه استدل بذات
الوجود من حيث ذاته- لا بمصداقه الموجود- المشتمل لوجود الواجب
لاثبات وجود الواجب بالذات ثم الاستدلال به على صفاته و آثاره
[1] -/ نهاية الحكمة: ص 239.