الجمهور و ذلك يختص بسياسة الناطقين و لهذا يقال ملك الناس و لا
يقال ملك الأشياء و قوله «ملك يوم الدين» فتقديره الملك في يوم الدين و
ذلك لقوله «لمن الملك اليوم؟ للَّهالواحد القهّار» و قال: «فالمُلك ضَبط
الشيء المتصرف فيه بالحكم، و الملك كالجنس للملك فكل ملك مِلك و
ليس كل مِلك مُلكاً» و لكن قوله: «ملك يوم الدين» خلاف القرائة المتواترة.
و مقتضى التحقيق أن المالك بمعنى من له القوة و السلطة على
الأشياء و الأموال.
و المَلِك هو من له السلطنة على الناس و تدبيرهم. و قد وُصف
الباري (تعالى) بالمالك بلحاظ أنّه سبحانه هو المالك الحقيقى لجميع
الأشياء و الموجودات، لا اعتبارى لأنه تعالى خالقها.
و توصيفه (تعالى) بالملك باعتبار أن له سبحانه السلطنة الحقيقية
التكوينية على جميع الخلائق؛ إذ هو ربهم و مدبّرهم و بيده جميع
حركاتهم و سكناتهم، بل بمشيته تدور مشيّاتهم و اراداتهم كما يشير
إلى ذلك قوله (تعالى): «بيده ملكوت كل شيء».[1] و الملكوت مختص بملك
اللَّه كما صرّح به الراغب في المفردات.
[1]-/ يس: 83.