المتكبّر
هذا الاسم جاء وصفاً له سبحانه في قوله: «العزير الجبّار المتكبّر».[1] و
قد أجاد في معناه الراغب، حيث قال في المفردات: «و الكبر و التكبُّر و
الاستكبار تتقارب. فالكبر الحالة التي يتخصّص بها الانسان من إعجابه
نفسه و ذلك أن يرى الانسان نفسه أكبر من غيره».
و قال: «و التكبُّر يقال على وجهين، أحدهما: أن تكون الافعال الحسنة
كثيرة في الحقيقة و زائدةً على محاسن غيره و على هذا وصف اللَّه
(تعالى) التكبر. قال: «العزيز الجبار المتكبر». و الثانى: أن يكون متكلفاً لذلك
متشبِّعاً و ذلك في وصف عامَّة الناس نحو قوله: «فبئس مثوى
المتكبرين» و قوله: «كذلك يطبع اللَّه على كل قلب متكبر جبار» و من وصف
بالتكبر على الوجه الأوّل فمحمود، و من وصف به على الوجه الثانى
فمذموم، و يدل على أنه قد يصلح أن يوصف الانسان بذلك و لا يكون
مذموماً، قوله: «شأصرف عن آياتى الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق»
فجعل متكبرين بغير الحق، و قال: «على كل قلب متكبر جبار» باضافة القلب
إلى المتكبر. و من قرأ بالتنوين جعل المتكبر صفة للقلب، و الكبرياء
الترفع عن الانقياد و ذلك لا يستحقه غير اللَّه فقال: «و له الكبرياء في
[1]-/ الحشر: 23.