منهما ...».
و في النهاية: «فى أسماء اللَّه (تعالى) القاهر، و هو الغالب جميع
الخلائق ... و قهّار للمبالغة». و كذا في الصحاح و غيره. و يظهر من
الزمخشرى في اساس البلاغة أنّ القهر هو الغلبة من غير رضى
المغلوب.
و حاصل ما يستفاد من مجموع كلماتهم أنّ القهر هو غلبة خاصّة مع
تذليل أو إكراه بلا طوع و رضىً من جانب المغلوب عليه أو مع عدم
طاقته و قدرته على الامتناع و الإباء.
و هذه الخصوصية يفهم مما قورن باسم القاهر في الآيات القرآنية،
من التفوّق و الاحاطة و السيطرة، كما أشرنا إليه آنفاً، و قلنا أن الفوقية
ههنا إنما هي في أصل الوجود و القدرة و العلم بمعنى إنّه سبحانه في
مرتبة عالية من ذلك بالنسبة إلى عباده، فهم لن يطيفوا الاباء و الامتناع
مما تعلّقت به مشيّته و إرادته.