و لقد أجاد أبو هلال في معناه و بيان الفرق بينه و بين الشق.
قال: «الفرق بين الفلق و الشق أنّ الفلق على ما جاء في التفسير هو الشق
على امر كبير و لهذا قال (تعالى): فالق الاصباح. و يقال: فلق الحبّة عن
السنبلة و فلق الحَّبة عن النخلة. و لا يقولون في ذلك: شقّ؛ لأنّ الفَلْق
المعنى الذي ذكرناه».[1]
و يؤيده أن في القرآن لم يستعمل هذه المادة إلّافي أربعة موارد و
هي «فالق الاصباح»، و «ربّ الفلق»[2] أي فجر الصباح، و «فالق الحبّ و
النوى»، و «فانفلق فكان كلُّ فرق كالطَّود العظيم».[3] أي شقّ البحر في قضية
موسى عليه السلام و فرعون. و لا أقلّ من تصديق كلام أبى هلال في
الاستعمالات القرآنية.
و في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام: «أما و الذي فلق الحبة و برىَ النسمة»[4]
و قال: «و فَلَق له السمع و البصر».[5]
[1] -/ الفروق اللغوية: ص 413.
[2] -/ الفلق: 1.
[3] -/ الشعراء: 63.
[4] -/ نهج البلاغة صبحى الصالح: ص 50، خ 3.
[5] -/ المصدر: خ 183.