خصمي، يخبر عن الفلج و الغلبة، فهكذا ظهور اللَّه على الأشياء. و وجهٌ آخر أنّه
الظاهر لمن أراده و لا يخفى عليه شي و أنّه مدبّر لكلّ ما برأ. فأي ظاهر أظهر و
أوضح من اللَّه (تبارك و (تعالى))؟؛ لأنّك لا تعدم صنعته حيثما توجّهت، و فيك من
آثاره ما يغنيك. و الظاهر منّا البارز بنفسه و المعلوم بحدّه، فقد جمعنا الاسم
و لم يجمعنا المعنى.
و أمّا الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء، بأنّ يغور فيها، ولكن
ذلك منه على استبطانه للأشياء علماً و حفظاً و تدبيراً، كقول القائل: أبطنته
يعني خبّرته و علمت مكتوم سرّه، و الباطن منّا الغائب في الشي المستتر و قد
جمعنا الاسم و اختلف المعنى».[1]
و روى الصدوق باسناده إلى عبداللَّه بن جليل العبدي عن جعفر بن
محمد (عليهما السلام): «أنّه كان يقول: الحمدللَّه الذي كان قبل أن يكون كان، لم
يوجد لوصفه كان، بل كان أولًا كائناً لم يكوّنه مكوّنٌ جلّ ثناؤه، بل كوّن الأشياء
قبل كونها، و كانت كما كّونها، عَلم ما كان و ما هو كائنٌ، كان إذ لم يكن شيٌ و لم
ينطف فيه ناطق، كان إذ لا كان».[2]
و باسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام في حديث
طويل، و فيه: «و هو الأوّل الذي لا شي قبله و الآخر الذي لا شيَ بعده».[3]
[1] -/ اصول الكافي: ج 1، ص 122.
[2] -/ تفسير نور الثقلين: ج 5، ص 235، ح 20.
[3] -/ المصدر: 235، ح 21.