الالتزام القلبي نوعاً من الانكار، بل عينه.
و أيضاً تظهر ثمرة حجيته في جواز إسنادها إلى اللَّه تعالى و
رسوله صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام و عدّها من عقائد الامامية باستناد الأخبار
الآحاد الصحيحة، كما أشرنا إليه آنفاً.
و مما يشهد لما قلنا- من كون نظر القائلين بعدم حجية الأخبار
الآحاد في الاعتقاديات إلى اصول الدين- كلام العلامة؛ حيث قال:
«أجمع العلماء على وجوب معرفة اللَّه و صفاته الثبوتية و ما يصحّ
عليه و ما يمتنع عنه و النبوّة و الإمامة و المعاد بالدليل لا بالتقليد»[1].
فانّ كلام هذا العَلَم منعقدٌ في اصول الدين العقلية و كذا كلمات
غيره[2]. و إلى ذلك ينظر كل من منع التقليد في الاعتقاديات، و إلّاففي
العقائد التوقيفية غير الضرورية لا مناص من التقليد للعوام الذين لا
يتمكّنون من فهم الأخبار و الآيات. و لا يستلزم من وجوب التقليد في
ذلك وجوب تحصيل معرفته، بل يؤول ذلك إلى توقف جواز اسنادها إلى
اللَّه و رسوله على قيام الحجّة، و هي رأي الفقيه الخبرة و العالم بالآيات و
الأخبار، فلا بد من اتكال العوام على رأي الفقيه العالم العادل من فقهاء
[1] -/ الباب الحادى عشر: ص 3- 4.
[2] -/ راجع فرائد الاصول: ج 1، ص 570- 573.