و الذي تلبّس و اتصف بالجلال و الجبروت و العظمة بلا تمثّل في
صورة خارجية و وهمية.
و الذي استولى على مصدر الكائنات و مبدأ المكنونات- و هو
العرش العظيم الكريم-، من دون تطرّق زوال إلى استيلائه تعالى عليه.
و الذي فوق عباده و متعال عن خلقه من دون تباعد و فاصل عنهم،
بل قريب منهم أقرب من كل قريب من دون ملامسة، فليس كسائر
الأقربين.
و الذي لا حدّ له حتى يُنتهى إلى حدّه و ليس له مثل حتى يعرف بمثله
بطريق التشبيه.
2- ما رواه باسناده عن أبي الحسن الرضا عليه السلام- في حديث- قال:
«فليس اللَّه عرف من عرف بالتشبيه ذاته، و لا إيّاه وحّد من اكتنهه، و لا حقيقته
أصاب من مثّله، و لا به صدّق من نهّاه، و لا صمد صمده من أشار إليه، و لا إيّاه
عنى من شبّهه، و لا له تذلّ من بعّضه، و لا إيّاه أراد من توهّمه»[1].
اكتنهه: من الاكتناه؛ أي طلب الكُنه.
نهّاه: من التنهيه؛ أي جعل الشيء ذانهاية؛ أي التحديد.
و المعنى: أنّ من عُرف ذاته بالتشبيه لا يكون هو اللَّه الواجب الوجود
بالذات. فمن عرف ذات الباري تعالى بالتشبيه لم يعرفه في الحقيقة.
[1] -/ المصدر: ص 35.