التراب و الحيوان و الانسان-، و ما يُرى فيها من التأثير و التأثر
المتقابل.
و اخرى: بمعنى النظم الحاكم في وجود كلّ موجود كأجزاء بدن
الحيوان و الانسان.
و كشف الانسجام و النظم الحاكم في وجود كل موجود بحياله عن
وجود الناظم المدبّر له و إن كان مما لاريب فيه و يستقلّ به العقل.
ولكن انسجام جميع الموجودات و ارتباط بعضها بالبعض، و ما
يُرى من التعلّق و الانتظام بين حلقاتها الوجودية على نحو الأتمّ الأكمل،
يكشف إنّاً عن وجود ناظم و مدبّر حكيم واحد وقع الكل تحت تسخير
إرادته و تدبيره الواحد.
و هذا المعنى ظاهر قوله عليه السلام «اتصال التدبير».
و ليس المراد ما يُرى من الاتصال و الانسجام في أجزاء كل موجود
بحياله.
كما لايكون معناه الاتصال في عمود الزمان؛ بمعنى استمرار وجود
الموجودات من بدو وجودها إلى آخر بقائها و ذلك لأنّه لاينافي تعدّد
الإله، كما يقول به الوثنيّون القائلون بإله الخير المسمى ب «يزدان»، و إله
الشر المسمّى بأهرمن. و ذلك لأنّ الاتصال الزماني و الاستمرار في
الوجود حاصلان لهما، و هؤلاء يعتقدون بذلك.
كما أنّ تمامية الخلقة و أحسنية نظام الوجود و كماله إنّما يتحقق