الصوفية و جلسوا في جانب مستديراً و أخذوا بالتهليل، فقال عليه السلام: لا تلتفِتوا
إلى هؤلاء الخدّاعين فإنّهم حُلفاء الشيطان و مخرِّبوا قواعد الدّين يتزهّدون
لراحة الأجسام و يتهجّدون لتصييد الأنعام، يتجوَّعون عُمراً حتى يُديِّخوا
للايكاف حُمراً لا يُهلِّلون إلّالغرور الناس و لا يُقَلِّلون الغذاء إلّالملاء العِساس و
اختلاس قلب الدّقناس يتكلّمون الناس باملائهم في الحبّ و يطرحونهم
بأدلّايهم في الحبّ. أواردُهم الرَّقصُ و التصدية، و أذكارهم التَرَنُّم و التغنية.
فلا يتبعُهُم إلّاالسُّفهاء، و لا يعتقدُ بهم إلّاالحُمقاء. فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم
حيّاً أو ميّتاً فكأنّما ذهب إلى زيارة الشيطان و عبدةِ الأوثان و من أعان أحداً
منهم فكأنّما أعان يزيد و معاوية و أبا سُفيان. فقال له رجل من أصحابه و إن
كان معتَرِفاً بحقوقِكم، قال فنظر إليه شبه المغضب و قال عليه السلام: دع ذا عنك، من
اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا. أما تدرى أنّهم أخسُّ طوائف الصوفية، و
الصوفية كلّهم من مخالفينا و طريقتُهم مغايرةٌ لطريقتنا، و إن هم إلّانصارى و
مجوس هذه الامّة. اولئك الذين يجهدون في إطفاء نور اللَّه و اللَّه يتمُّ نوره و لو
كره الكافرون»[1].
9- ما ورد عن الإمام العسكري عليه السلام قال: «يا أباهاشم سيأتي زمان على
الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة و قلوبُهم مظلمة منكدرة. ألسُنّة فيهم بدعة
و البدعة فيهم سُنّة. المؤمن بينهم محقَّرٌ، و الفاسق بينهم مؤقَّر. امراؤهم
[1] -/ سفينة البحار: ج 2، ص 58، حديقة الشيعة: ص 602، الأنوار النعمانية: ج 2، ص 294.