و «ما أرسلنا من قبلك من رسول إلّانوحى إليه أنّه لا اله إلّاأنا فاعبدون»[1].
التوحيد في العبادة أصل مشترك بين جميع أهل الشرايع السماوية،
كما قال تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألّا نعبد
إلّا اللَّه ولا نشرك به شيئاً»[2].
و مما ينبغي الالتفات إليه في المقام أنّ التوحيد في العبادة مقابل
الشرك في العبادة. و كان ذلك مسلك عبدة الأصنام، فكانوا يعبدونها؛
اعتقاداً بأنّ الأصنام يقرّبونهم إلى اللَّه و يشفعون لهم عند اللَّه، كما نقل
عنهم القرآن في قوله تعالى: «قالوا نعبد أصناماً فنظلّ لها عاكفين»[3].
و قوله: «ما نعبدهم إلّاليقرّبونا إلى اللَّه زلفى»[4].
و ينبغي هاهنا ذكر آيات منازعة إبراهيم و عبدة الأصنام:
«إذ قال ابراهيم لأبيه و قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون،
قالوا: وجدنا أبائنا لها عابدين، قال: لقد كنتم أنتم و آباؤكم في ضلال مبين،
قالوا: جئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين. قال: بل ربكم رب السموات و الأرض
الذي فطرهنّ و أنا على ذلكم من الشاهدين، فجعلهم جُذاذاً، إلّاكبيراً لهم لعلّهم
إليه يرجعون.
[1] -/ الأنبياء: 25.
[2] -/ آل عمران: 64.
[3] -/ الشعراء: 71.
[4] -/ الزمر: 3.