البقاء.
و يستفاد من الآيات القرآنية ملاكات اخرى لاستحقاق العبودية؛
كالرازقية و مالكية النفع و الضرر و قبض الروح و الرجوع إليه، و
السلطة. و إليك الآيات الدالة على ذلك بالترتيب المزبور.
أما ملاك الرازقية، فقد دلّ عليه قوله تعالى: «و يعبدون من دون اللَّه ما لا
يملك لهم رزقاً»[1] و «إنّ الذين تعبدون من دون اللَّه لا يملكون لكم رزقاً»[2].
وجه الدلالة ما جاء في هذه الآيات، من تعليل تقبيح العبادة بعدم
مالكية معبودهم رزقاً لهم بدلالة الوصف المشعر بالعلية. و هذا التعليل
ظاهرٌ في كون مالكية الرزق ملاك حسن العبادة.
و أما مالكية النفع و الضرر، فقد دلّ على الاستحقاق للعبودية بها
قوله تعالى: «قل أتعبدون من دون اللَّه ما لا يملك لكم ضرّاً و لا نفعاً»[3] و قوله
تعالى: «و يعبدون من دون اللَّه ما لا يضرّهم و لا ينفعهم»[4].
وجه الدلالة تعليل تقبيح عبادتهم بعدم مالكية معبودهم للنفع و
الضرر؛ نظراً إلى ظهور الوصف المشعر بالعلية في ذلك.
[1] -/ النحل: 73.
[2] -/ العنكبوت: 17
[3]-/ المائدة: 76.
[4] -/ يونس: 18.