و
عليه فلو سترت المرأة بدنها بثوب ملصق بأجزاء بدنها بحيث يبرز حجم أعضاء بدنها في
مرأى الأجانب و يُرى بوضوح من وراء الثوب. فلا شك في أنّه لا يتحقق غرض الشارع من
تشريع الحجاب بمثل هذا النحو من الستر بل ربما يكون أجلب توجهاً و أشدّ تهييجاً.
و
عليه فلا بدّ للمرأة أن يستر بدنها على نحو لا يبرز حجم أعضاء بدنها، كالثديين و
العقبين و نحوهما من المحاسن الجاذبة لأنظار الرجال و المواضع المهيّجة لشهوتهم.
بلا فرق في ذلك بين الستر بالكساء و العباية و الملاءة و أيّ ساتر آخر يشتمل على
جميع بدن المرأة من فوق الرأس إلى تحت القدمين.
هذا
مضافاً إلى دلالة آية الجلباب على ذلك بتقريب تقدّم منّا في محلّه. و حاصله أنّا
لو قايسنا بين نوعين من الحجاب أحدهما: تستُّر المرأة بدنها بلبس ما يشتمل جميع
بدنها من فوق الرأس و القدمين من عباية و ملاية و نحوهما بحيث لم يبرز شيءٌ من
حجم بدنها من تحت الساتر. و الآخر: أن تستر بشرة بدنها بثوب ملصق بأعضاء بدنها
بتمامه بحيث يبرز حجم أعضائها و يُرى من تحت الثوب. فمن الواضح عند المقايسة بين
هذين النوعين من الحجاب أن النوع الأوّل هو أشمل ستراً و أقرب إلى العفاف و أنّه
أدنى للنساء أن يُعرفن بالعفاف و الورع حتى لا يقعن مورداً لبصبصة الأجانب و طمع
الذين في قلوبهم مرض.
فالأقوى
في المقام وجوب ستر البدن على المرأة بساتر يشتمل على جميع جسدها و يغطّي أعضائها
بتمامها بحيث يختفي حجمها تحت الساتر و لا يبرز شيءٌ منه. و قد اتّضح بما قلنا
عدم جواز التستُّر بالألبسة الجالبة لأنظار الأجانب و المثيرة لشهوتهم كالمانتو و
السروال الملصق بأعضاء بدن المرأة. و أمّا الشفّافة الحاكية للون