«الرابع:
لا شبهة ...، إلى قوله: و أما اطلاقه و إرادة شخصه ...».
استعمال
اللفظ و إرادة نوعه أو صنفه أو مثله أو شخصه:
هذا
الأمر يتكفل البحث عن بعض أقسام الاستعمال، و حاصله: أن اللفظ قد يطلق و يراد به
نوعه،[1] و قد يطلق
و يراد به صنفه، و قد يطلق و يراد به مثله، و قد يطلق و يراد به شخصه.
مثال
الأوّل: قولك: ضرب كلمة، فإن المقصود أن مطلق ضرب في أي مورد بما في ذلك الواردة
في الجملة المذكورة هي كلمة.[2]
و
مثال الثاني: قولك: زيد في جملة ضرب زيد فاعل، فإنه ليس المقصود كل لفظ زيد بل
خصوص الواقع بعد الفعل و إلّا فالواقع قبل الفعل يكون مبتدأ لا فاعلا.
و
مثال الثالث: قولك: زيد في جملة ضرب زيد فاعل، فيما إذا لم تكن تقصد به كل لفظ زيد
الواقع بعد الفعل بل خصوص زيد في الجملة المذكورة الذي هو مثل لزيد الأوّل.
[1] المراد بالنوع معناه اللغوي و هو ما يشمل جميع
الأفراد المعبّر عنه بالجنس في علم المنطق.
[2] جاء في عبارة المتن التمثيل بقوله:( ضرب فعل ماضي)،
و ما ذكرناه أولى لأن ضرب الواقعة في المثال المذكور ليست فعلا ماضيا بل هي اسم، بخلاف
الحكم بأنها كلمة، فإنه شامل حتّى لضرب الواقعة في المثال المذكور.