الاستعمال و
حالة من حالاته، فالاستعمال تارة يكون بنحو الإشارة، و أخرى بنحو التخاطب.
فالتشخّص
الذي نشعر به عند استعمال أسماء الإشارة أو الضمائر لم ينشأ من جهة أخذ الإشارة و التخاطب
قيدين في المعنى المستعمل فيه و إنما ذلك من جهة أن الإشارة و التخاطب الذين هما
حالتان للاستعمال يستدعيان التشخص.
بل
لا يمكن أن يكون التشخّص الناشئ بسبب الاستعمال موجبا لتشخّص ذات المعنى المستعمل
فيه، لأن الاستعمال متأخر رتبة عن ذات المعنى المستعمل فيه، و كيف يؤخذ في المتقدم
ما ينشأ بسبب المتأخر؟
ثمّ
ذكر قدّس سرّه في آخر كلامه أنه ليس في كلام المتقدمين إشارة إلى كون المعنى
الموضوع له أو المستعمل فيه خاصا و إنما جاء ذلك في كلام بعض المتأخرين بتخيّل أن
اللحاظ الآلي قيد في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه، و هو باطل و إلّا يلزم أن
يكون اللحاظ الاستقلالي كذلك.
توضيح
المتن:
صحّ
استعمال: تركيب العبارة يشتمل على خلل، و المناسب: يصحّ أو و صحّ.
و
هكذا سائر الحروف مع الأسماء الموضوعة لمعانيها: مثل كلمة
إلى و الانتهاء. و الضمير يرجع إلى الحروف.
و
في نفسه: عطف تفسير على قوله: (بما هو هو).
و
إن اتفقا فيما له الوضع: أي و إن اتفقا في المعنى الموضوع له.