و
هذه النقطة تتكفل البحث عن الفرق بين الخبر و الانشاء، و قد أشار إليها بقوله:
(ثمّ لا يبعد أن يكون الاختلاف ...).
و
حاصل ما ذكره: أن ما ذكر من الفرق بين معنى الاسم و الحرف يمكن تسريته إلى الخبر و
الانشاء أيضا، فذات المعنى الموضوع له في جملة بعت الخبرية و جملة بعت الانشائية
واحدة، و ذلك المعنى الموضوع له هو نسبة المادة- أي البيع- إلى الفاعل، فالواضع
قال: إني وضعت بعت الخبرية لنسبة المادة إلى الفاعل فيما إذا قصد الإخبار عن تلك
النسبة، و وضعت بعت الانشائية لتلك النسبة إذا قصد انشاؤها بحيث يكون الانشاء و
الإخبار خارجين عن المعنى الموضوع له و المستعمل فيه و إنما يكون الوضع مشروطا
بهما.[1]
النقطة
الخامسة: أسماء الإشارة:
و
هذه النقطة تتكفل البحث عن أسماء الإشارة و الضمائر، و قد أشار إليها قدّس سرّه بقوله:
(ثمّ إنه قد انقدح مما حققناه ...).
و
حاصل ما ذكره أنه يمكن أن نقول: إن اسم الإشارة- مثل هذا- لم يوضع لهذا المشار
إليه أو لذاك بل لمعنى عام، و هو كلي المفرد المذكّر من دون أخذ الإشارة قيدا في
المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه و إلّا كان المعنى جزئيا و خاصا، و إنما
الإشارة شأن من شئون
[1] هذا و لكن عبارة المتن حصل فيها شيء من الابهام
حيث توحي أن الحكاية- أي الإخبار- و الانشاء قد لوحظا قيدين في المعنى المستعمل
فيه، و الحال أن ذلك ليس مقصودا جزما.