«هذا
مع أنه إذا اتي بها ...، إلى قوله: المبحث الرابع».[1]
نكتة
أخرى للظهور في الوجوب:
ذكر
قدّس سرّه فيما سبق أن الجملة الخبرية ظاهرة في الوجوب بل هي أظهر من الصيغة، و
تمسك لذلك بالنكتة المتقدمة، و هي أن المتكلم استعان بالجملة الخبرية الدالة على
التحقق اظهارا بأنه لا يرضى إلّا بتحقق مطلوبه.
و
الآن يقول: إن تلك النكتة إن كانت تامة و صالحة لإثبات ظهور الجملة الخبرية في
الوجوب فهو المطلوب، و إلّا أمكن الاستعانة بها بشكل آخر، و ذلك بأن يقال: إن
الجملة الخبرية بعد عدم إرادة الإخبار منها تكون مرددة بين احتمالات: الوجوب و
الندب و الطلب، و النكتة المتقدمة إن لم تكن موجبة لظهورها في الوجوب فلا أقل من
كونها موجبة لتعيّن احتمال الوجوب بعد دوران الأمر بينه و بين الاستحباب، فإن
الإخبار عن الوقوع يتناسب بدرجة أكبر مع الوجوب، فإنه يقتضي التحقق و الوقوع بخلاف
الاستحباب، و الطلب الكلي، فإن اقتضائهما أضعف.
و
هذا معناه أن المتكلم إذا كان في مقام البيان و لم ينصب قرينة على إرادة الاستحباب
أو كلي الطلب فالنكتة المتقدمة تكون موجبة