تكميلا للفائدة رأينا من
المناسب- بعد أن جرّ الشيخ الآخوند الحديث إلى ذلك- التعرّض بشكل مختصر و عابر إلى
الفكر الثلاث، أعني فكرة الجبر و فكرة التفويض و فكرة الأمر بين الأمرين.
و قبل هذا نعرض بشكل
مختصر إلى حقيقة الإرادة في الإنسان و أنها ما ذا تعني؟ و هل هي اختيارية أو لا،
لاحتياج البحث إلى تحقيق ذلك.
حقيقة الإرادة و بعض
الأبحاث المرتبطة بها:
ذكر الشيخ النائيني أن
حقيقة الإرادة عبارة عن الشوق الأكيد، و حيث إن الشوق أمر يحصل من دون اختيار
فيلزم التفكير في ايجاد وسيط بين الإرادة و الأفعال الصادرة من الإنسان، إذ لو
كانت الأفعال صادرة من الإنسان من خلال إرادته مباشرة يلزم أن تكون غير اختيارية،
و عبّر عن الوسيط بهجمة النفس أو الاختيار، و استند في ذلك إلى الوجدان، فإنه حاكم
بأن الإنسان مختار في أفعاله.
و بكلمة أخرى: أن علّية
الإرادة للفعل دون توسيط ما ذكر مؤسس لمذهب الجبر و هادم لأساس الاختيار.
ثمّ قال: و لو لا ما
ذكرناه يلزم صدق شبهة إمام المشككين في عدم جواز العقاب، حيث إن الفعل معلول
للإرادة، و الإرادة أمر غير اختياري،