علة، و أخرى يقال: إن إعمالها بهذا الشكل أو بذلك الشكل يحتاج
إلى علة، و ما هي العلة؟ إنها الإرادة الإلهية، و بذلك يعود الإشكال من جديد.
و الجواب: إن السؤال
الأوّل يمكن أن نقول عنه: إن اللّه سبحانه هو الذي أوجد ذات القدرة و الإرادة على
انتخاب الطريق، و خلقهما في الإنسان عند ما خلق ذاته، و لا يلزم من ذلك كون
الإنسان مجبرا في أفعاله بل على العكس يلزم أن يكون حرا فيها.
و أما السؤال الثاني:
فنقول عنه: إن إعمال الإنسان لإرادته بهذا الشكل أو بذاك يحتاج إلى مرجّح و ليس
إلى علة موجدة، و المرجّح أمر اختياري جزما، إذ يجد الإنسان بوجدانه أنه حينما
يرجّح أحد الطرفين فهو يرجّح بمحض اختياره.
و قد تقول: إن الإرادة
هي في نفسها أمر غير اختياري لأنها عبارة عن الشوق، و هو أمر غير اختياري، و بذلك
يعود الإشكال، و جواب هذا يأتي فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.
و أما حديث السعيد سعيد
في بطن أمّه ... و حديث الناس معادن فقد تقدم الكلام عنهما.