responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كفاية الأصول في أسلوبها الثاني نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 466

ثمّ قال قدّس سرّه: و حينما انتهى الأمر إلى السعادة و الشقاوة الذاتية لا يحقّ لك التساؤل و تكراره من جديد بصيغة أن السعادة و الشقاوة الذاتية من أين نشأتا؟

كلا، إنه لا يحقّ لك هذا، فإن العلم حينما وصل إلى هنا انكسر رأسه،[1] فإن الأمور الذاتية لا تحتاج إلى علة لها، و من هنا قيل: الذاتي لا يعلّل، أي لا يحتاج إلى علة، فمثلا اللّه عزّ و جلّ لم يخلق الزوجية للأربعة بل أوجد ذات الأربعة، و هكذا لم يخلق المشمشية للمشمش بل خلق ذات المشمش، و لم يخلق الإنسانية لذات الإنسان بل خلق ذات الإنسان، و من هنا لا يحقّ لأحد أن يقول: لم خلق اللّه الإنسان إنسانا و الفرس فرسا؟ فإن اللّه خلق ذات الإنسان و ذات الفرس و لم يخلق الإنسانية و الفرسية حتّى يرد ما ذكر.

و ذكر في ثنايا حديثه قدّس سرّه: أنه توجد بعض الأحاديث التي تشير إلى مسألة السعادة و الشقاوة الذاتيتين، من قبيل ما دلّ على أن السعيد سعيد في بطن أمّه و الشقي شقي في بطن أمّه،[2] و ما دلّ على أن الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة.[3]

______________________________
- و بكلمة أخرى: أن الكفر إما أن يكون مستندا إلى الإرادة الأزلية أو إلى الشقاوة الذاتية، و لا معنى لإسناده مرة إلى هذا و أخرى إلى ذاك.

(1) و قد عبّر عن هذا بشطر شعر فارسي: «قلم اينجا رسيد سر بشكست»، أي القلم حينما وصل إلى هنا- و المقصود الشقاوة الذاتية- انكسر رأسه، و يقصد بذلك الكناية عن عدم وجاهة السؤال بأن الشقاوة الذاتية من أين نشأت.

(2) لاحظ الكافي 8: 81/ الحديث 39.

(3) لاحظ الكافي 8: 177/ الحديث 197.

ثمّ لا يخفى أن حديث: «السعيد سعيد في بطن أمّه و الشقي شقي في بطن أمّه» لا يقصد به ظاهره كما رام ذلك الشيخ الآخوند، بل يقصد به معنى آخر أشير إليه في رواية ابن أبي عمير:-


[1] و قد عبّر عن هذا بشطر شعر فارسي:« قلم اينجا رسيد سر بشكست»، أي القلم حينما وصل إلى هنا- و المقصود الشقاوة الذاتية- انكسر رأسه، و يقصد بذلك الكناية عن عدم وجاهة السؤال بأن الشقاوة الذاتية من أين نشأت.

[2] لاحظ الكافي 8: 81/ الحديث 39.

[3] لاحظ الكافي 8: 177/ الحديث 197.

ثمّ لا يخفى أن حديث:« السعيد سعيد في بطن أمّه و الشقي شقي في بطن أمّه» لا يقصد به ظاهره كما رام ذلك الشيخ الآخوند، بل يقصد به معنى آخر أشير إليه في رواية ابن أبي عمير:-- سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام عن معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:« الشقي من شقي في بطن أمّه و السعيد من سعد في بطن أمّه»، فقال:« الشقي من علم اللّه و هو في بطن أمّه أنه سيعمل أعمال الأشقياء، و السعيد من علم اللّه و هو في بطن أمّه أنه سيعمل أعمال السعداء». لاحظ بحار الأنوار 5: 157/ الحديث 10.

هذا بالنسبة إلى الحديث المذكور.

و أما حديث:« الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة» فلا يبعد أن يقصد به الإشارة إلى أن الناس في كمالاتهم و أخلاقهم و صفاتهم مختلفون كاختلاف المعادن في جودة بعضها و رداءة البعض الآخر، كما أشار إلى ذلك المجلسي في تعليقه على الحديث، و بذلك يكون أجنبيا عن مسألة السعادة و الشقاوة الذاتيتين.

ثمّ إنه مع فرض التنزّل و تسليم نظر الحديثين إلى السعادة و الشقاوة الذاتيتين نقول: إنهما لا يدلان على ثبوت العلّية التامة للسعادة و الشقاوة الذاتيتين بل يلتئمان مع ثبوتهما بنحو المقتضي، و بناء على هذا يعود التساؤل بأنه لم صار هذا سعيدا و ذاك شقيا بعد فرض أن ثبوت السعادة و الشقاوة الذاتيتين هو بنحو المقتضي الذي يحتاج في تأثيره إلى الشرط و عدم المانع.

ثمّ إنه مع فرض التنزّل عن هذا أيضا نقول: إن الحديثين المذكورين لو كانا يدلان على ثبوت السعادة و الشقاوة بنحو العلية التامة و لا يمكن توجيههما بأي شكل من الأشكال فلا بدّ من طرحهما على الجدار، فإن الخبر المخالف للكتاب الكريم زخرف و لا بدّ من طرحه على الجدار.

نام کتاب : كفاية الأصول في أسلوبها الثاني نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست