responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كفاية الأصول في أسلوبها الثاني نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 465

و بكلمة أوضح: إن إرادة الكفر هي ممكن من الممكنات، و حيث إن كل ممكن لا بدّ له من علة فيلزم وجود علة لإرادة الكفر، و ليست هي إلّا الإرادة الأزلية، و معه يلزم انتهاء الكفر و الإيمان و الاطاعة و العصيان إلى أمر خارج عن الاختيار، أعني بذلك الإرادة الإلهية الأزلية، فيلزم الإشكال في توجيه العقاب، فكيف يعاقب اللّه سبحانه على الكفر الذي ينتهي بالتالي إلى أمر خارج عن الاختيار.

و أجاب قدّس سرّه عن ذلك بأن العقاب ليس من باب الاستحقاق بل هو من اللوازم الذاتية للكفر الناشئ عن إرادته- الكفر- الناشئة- إرادة الكفر- عن الشقاوة الذاتية.

و يمكن أن نمثّل لذلك بالبذر الجيد، فإنه يعطي نتاجا جيدا، و بالبذر الردي‌ء، فإنه يعطي نتاجا رديئا، فجودة النتاج و رداءته هما من اللوازم الذاتية لجودة البذر و رداءته، و كذا الأمر في المقام.

و يمكن أن نمثّل لذلك بمثال آخر، و هو شرب السمّ، فإن من لوازمه الموت، فتحقّق الموت عند تناول السمّ ليس من باب الاستحقاق بل من جهة أنه من لوازمه الذاتية.

إذن العقاب حينما يوجّه إلى الكافر فليس ذلك من جهة استحقاقه له و إنما هو من جهة كونه من اللوازم الذاتية للكفر، و سبب الكفر هو الإرادة السيئة، و سبب الإرادة السيئة هو الشقاوة الذاتية.[1]

______________________________
(1) لا يخفى وجود شي‌ء من التهافت بين جواب الإشكال الأوّل و جواب الإشكال الثاني، إذ في جواب الأوّل أسند الكفر إلى الإرادة الأزلية الإلهية، حيث ذكر أن الإرادة الأزلية متعلقة بالكفر و لكن بشرط كونه مسبوقا بالإرادة، بينما في جواب الثاني أسند الكفر إلى الشقاوة الذاتية.-


[1] لا يخفى وجود شي‌ء من التهافت بين جواب الإشكال الأوّل و جواب الإشكال الثاني، إذ في جواب الأوّل أسند الكفر إلى الإرادة الأزلية الإلهية، حيث ذكر أن الإرادة الأزلية متعلقة بالكفر و لكن بشرط كونه مسبوقا بالإرادة، بينما في جواب الثاني أسند الكفر إلى الشقاوة الذاتية.-- و بكلمة أخرى: أن الكفر إما أن يكون مستندا إلى الإرادة الأزلية أو إلى الشقاوة الذاتية، و لا معنى لإسناده مرة إلى هذا و أخرى إلى ذاك.

نام کتاب : كفاية الأصول في أسلوبها الثاني نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست