إرشاد:
المراد من بساطة المفهوم وحدته تصورا- بحيث لا يتصوّر عند تصوّره إلّا شيء واحد-
و إن انحلّ بالتحليل العقلي إلى ذات متلبّسة بالمبدإ.
و
لا تنثلم بالاثنينية التحليلية وحدة المعنى و بساطته.
و
إلى ذلك يرجع الإجمال و التفصيل الفارقان بين الحدّ و المحدود رغم وحدتهما ذاتا،
فالعقل يحلّل النوع إلى جنس و فصل و هو واحد تصورا.
الثاني:
الفرق بين المشتق و مبدأه أن المشتق لا يأبى مفهومه عن الحمل على الذات للاتحاد
بينهما في مقام التحليل، بخلاف المبدأ فإنه يأبى عن ذلك لعدم الاتحاد في المقام
المذكور، و شرط الحمل الاتحاد بنحو.
و
إلى هذا يرجع ما ذكره أهل المعقول من أن المشتق مأخوذ بنحو اللابشرط و المبدأ يكون
بنحو بشرط لا، أي المشتق غير آب عن الحمل و المبدأ آب عنه.
و
صاحب الفصول حيث توهّم أن مرادهم التفرقة بهذين الاعتبارين بلحاظ العوارض الخارجية
مع حفظ مفهوم واحد أورد عليهم بعدم استقامة الفرق بذلك لامتناع حمل العلم و الحركة
على الذات و إن اعتبرا لا بشرط غفلة عن أن المراد ما ذكرناه كما يظهر ذلك منهم عند
بيانهم الفرق بين الجنس و الفصل و بين المادة و الصورة فراجع.