و قد قرأنا
في المنطق أن الحمل في باب الحدود هو حمل أوّلي ذاتي، فحينما نقول: الإنسان حيوان
ناطق فالحمل المذكور أوّلي ذاتي، أي يراد أن يقال: هذا المفهوم هو عين ذاك
المفهوم، و نحن نعرف أن الحمل يتوقف على وجود اتحاد من جهة و اختلاف من جهة أخرى،
وجهة الاتحاد هنا واضحة، و هي الاتحاد من ناحية المفهوم إلّا أنه ما هي جهة
الاختلاف؟ و هنا قالوا: إن الاختلاف هو من ناحية الإجمال و التفصيل، و المراد من
الاختلاف بالإجمال و التفصيل هو أن مفهوم الإنسان- الذي هو المحدود- مفهوم واحد و
بسيط في مقام التصوّر، و العقل في مقام الحدّ يحلّله إلى جزءين هما الجنس و الفصل،
أي الحيوان و الناطق.
إذن
المراد من الإجمال و التفصيل في باب الحدود هو أن المحدود مجمل في مقام التصوّر، و
العقل يحلّله في مقام التحديد إلى جنس و فصل.