عرفنا
فيما سبق أن المشتق بسيط لوجهين: ما ذكره المحقق الشريف و ما ذكره الشيخ الآخوند
من التمسك بالوجدان.
و
الآن نريد أن نعرف ما هو المقصود من البساطة؟ فهل المقصود البساطة في مقام التصوّر
أو البساطة في مقام التحليل العقلي؟
و
في هذا المجال يقول قدّس سرّه: إن المقصود هو البساطة في مقام التصوّر، فيراد أن
يدّعى أن المفهوم من كلمة ضارب مثلا في مقام التصوّر معنى واحد و ليس مركبا من
شيء و مبدأ، نعم العقل يحلّل ذلك المفهوم الواحد إلى شيء له الضاربية.
و
هذا كما هو الحال أيضا في كلمة شجر و حجر، فإن المفهوم منهما معنى بسيط جزما و لكن
العقل يحلّل هذا المعنى الواحد في مقام التصور إلى شيء له الحجرية أو الشجرية.
و
ينبغي أن يكون واضحا أن هذا التعدد بحسب التحليل العقلي لا ينافي وحدة المعنى في
مقام التصوّر، فإن اللّه سبحانه قد منح العقل قدرة على تحليل المعنى الواحد في
مقام التصوّر و فتق ما عليه من الالتحام و الرتق.