كان مرادا
للمتكلم من دون أن يستعمل اللفظ فيه و إنما جعله علامة عليه.
و
بكلمة أخرى: إن اللّه سبحانه كان يقصد حين نزول الآية الكريمة الفلانية سبعة معاني
و لكنه لم يستعمل لفظ الآية في جميعها بل في واحد منها، و الباقي كان مقصودا له
عزّ و جل لا أكثر.
2-
حمل البطون على لوازم المعنى المستعمل فيه، فالآية الكريمة الفلانية مستعملة في
معنى واحد إلّا أن له لوازم ستة، و بهذا الاعتبار صحّ التعبير بأن للقرآن الكريم
بطونا سبعة، غايته أن عقولنا القاصرة قد لا تدرك تلك اللوازم.[1]
[1] هذا البحث- أعني استعمال اللفظ في أكثر من معنى-
يكاد أن يكون عديم الفائدة، فإن الاستعمال في الأكثر حتّى لو قلنا بإمكانه هو
مخالف للظاهر و لا يمكن أن يصار إليه إلّا بقرينة، و هذا يعني أن البحث عن الإمكان
و الاستحالة و عن كونه بنحو الحقيقة أو المجاز ليس بنافع عملا بعد ما كانت إرادة
الأكثر مخالفة للظاهر و لا يمكن المصير إليها إلّا بقرينة، فكان الأجدر الاستغناء
عن كل الأبحاث المتقدمة و الاكتفاء بفقرة واحدة، و هي أن الاستعمال في الأكثر أمر
مخالف للظاهر و لا يصار إليه إلّا بقرينة، بل إن هذا المقدار لا حاجة إليه أيضا،
فإنه ليس من شأن علم الأصول التعرّض إلى هذا المطلب و بيان أنه مخالف للظاهر أو
لا.