و لا يلزم
لتحقّق الوضع التعيّني في مقامنا تحقّق الكثرة في الاستعمال لنكتة خاصة بالمقام، و
هي أن الفاقد يشابه الواجد إما من ناحية الشكل أو من ناحية الأثر، و لأجل هذا
التشابه يحصل أنس بسرعة بين الفاقد و الواجد و يتم الوضع التعيّني بلحاظ الفاقد
بسرعة.
و
يمكن أن نوضّح الفكرة المذكورة من خلال الاستعانة بأسماء المعاجين المركّبة،
فالحلوى مثلا هي شيء مركب من أشياء متعددة تخلط و تعجن و تصير مركبا جديدا، فهي
مركبة من الدقيق و السكر و الماء و ماء الورد و الزعفران، و كلمة الحلوى مثلا وضعت
لهذا المجموع المركب و لكن العرف قد يستعملها في المركب المذكور الفاقد للزعفران
إما تنزيلا للفاقد منزلة الواجد و يكون الاستعمال حقيقيا بعد مراعاة التنزيل
المذكور أو أن الاستعمال في الفاقد يكون مجازا و لكن بعد تكرر الاستعمال و لو
بمقدار قليل يحصل وضع تعيّني. و إنما يكفي الاستعمال القليل باعتبار مشاركة الفاقد
للزعفران للواجد إما من حيث الشكل أو من حيث الأثر الذي يشعر به الشخص الآكل.
و
خلاصة الوجه المذكور: أن لفظ الصلاة موضوع ابتداء للفعل التام و لكن بعد ذلك
يستعمل في الناقص إما بنحو التنزيل أو بنحو الاستعمال المجازي إلى أن يتم الوضع
التعيّني.
و
الجواب: إن قياس ألفاظ العبادات على أسماء المعاجين قياس مع الفارق، فإنه في
المعاجين يوجد مقدار محدود للأجزاء منذ البداية، فأجزاء الحلوى مثلا من البداية هي
خمسة، و قد وضع لفظ الحلوى لهذا المركب الخماسي ثمّ يستعمل بعد ذلك في الفاقد إما
تنزيلا أو بنحو المجاز إلى حدّ الوضع التعيّني، و هذا بخلافه في ألفاظ العبادات،
فإنه لا