بغير عوض
فإن الظاهر أنه لا وجه له عدا كونه لهوا- و إن لم يصرحوا بذلك عدا القليل منهم كما
تقدم. نعم صرح في التذكرة بحرمة المسابقة على جميع الألعاب كما تقدم في نقل كلامه
في مسألة القمار
هذا
و لكن الإشكال في معنى اللهو
فإنه
إن أريد به مطلق اللعب كما يظهر من الصحاح و القاموس فالظاهر أن القول بحرمته شاذ
مخالف للمشهور و السيرة فإن اللعب هي الحركة لا لغرض عقلائي و لا خلاف ظاهرا في
عدم حرمته على الإطلاق. نعم لو خص اللهو بما يكون من بطر و فسر بشدة الفرح كان
الأقوى تحريمه و يدخل في ذلك الرقص و التصفيق و الضرب بالطست بدل الدف و كل ما
يفيد فائدة آلات اللهو و لو جعل مطلق الحركات التي لا يتعلق بها غرض عقلائي مع
انبعاثها عن القوى الشهوية ففي حرمته تردد.
و
اعلم أن هنا عنوانين آخرين اللعب و اللغو.
أما
اللعب
فقد
عرفت أن ظاهر بعض ترادفهما و لكن مقتضى تعاطفهما في غير موضع من الكتاب العزيز
تغايرهما و لعلهما من قبيل الفقير و المسكين إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا
اجتمعا و لعل اللعب يشمل مثل حركات الأطفال غير المنبعثة عن القوى الشهوية.
و
اللهو ما تلتذ به النفس و ينبعث عن القوى الشهوية. و قد ذكر غير واحد أن قوله
تعالى أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ
إلى آخر الآية بيان ملاذ الدنيا على ترتيب تدرجه في العمر و قد جعلوا لكل واحد
منها ثمان سنين و كيف كان فلم أجد من أفتى بحرمة اللعب عدا الحلي على ما عرفت من
كلامه- و لعله يريد اللهو و إلا فالأقوى الكراهة.
و
أما اللغو
فإن
جعل مرادف اللهو كما يظهر من بعض الأخبار كان في حكمه.