أن يكون
قيدا لجميع الوجوه المذكورة فيكون المراد تركب أخبار الكاهن مما يقذفه الشيطان و
ما يحدث في نفسه لتلك الوجوه و غيرها كما يدل عليه قوله ع بعد ذلك زاد كلمات من
عنده فيخلط الحق بالباطل و كيف كان ففي قوله ع انقطعت الكهانة دلالة ما عن المغرب
من أن الكهانة في العرب كانت قبل المبعث و قبل منع الشيطان عن استراق السمع لكن
قوله ع إنما تؤدي الشياطين إلى كهانها أخبار الناس و قوله ع قبل ذلك مع قذف في
قلبه إلى آخر الكلمات دلالة على صدق الكاهن على من لا يخبر إلا بإخبار الأرض فيكون
المراد من الكهانة المنقطعة الكهانة الكاملة التي يكون الكاهن بها حاكما في جميع
ما يتحاكمون إليه من المشتبهات كما ذكر في أول الرواية
و
كيف كان فلا خلاف في حرمة الكهانة
. و
في المروي عن الخصال: من تكهن أو تكهن له فقد برأ من دين محمد ص و قد تقدم رواية
أن الكاهن كالساحر و أن تعلم النجوم يدعو إلى الكهانة. و روى في مستطرفات السرائر
عن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن الهيثم قال: قلت لأبي عبد الله ع إن عندنا
بالجزيرة رجلا ربما أخبر من يأتيه يسأله عن الشيء يسرق أو شبه ذلك فنسأله فقال
قال رسول الله ص من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذاب يصدقه فيما يقول فقد كفر بما
أنزل الله من كتاب.
[حرمة
الإخبار عن الغائبات جزما و لو بغير الكهانة]
و
ظاهر هذه الصحيحة أن الإخبار عن الغائبات على سبيل الجزم محرم مطلقا سواء أ كان ب
الكهانة أم بغيرها لأنه ع جعل المخبر بالشيء الغائب بين الساحر و الكاهن و الكذاب
و جعل الكل حراما و يؤيدها النهي في النبوي المروي في الفقيه في حديث المناهي أنه
نهي عن إتيان العراف.