بأن المؤمن
قد يبتلى بالمعصية فينبغي أن تستغفر له و تهتم له لا أن تعيره و أن تعييرك إياه
لعله أعظم عند الله من معصيته و نحو ذلك.
[الأخبار
الواردة في عقوبة ذي اللسانين و ذمه]
ثم
إنه قد يتضاعف عقاب المغتاب إذا كان ممن يمدح المغتاب في حضوره و هذا و إن كان في
نفسه مباحا إلا أنه إذا انضم مع ذمه في غيبته سمي صاحبه ذا لسانين يوم القيامة و
تتأكد حرمتها و لذا ورد في المستفيضة أنه يجيء ذو لسانين يوم القيامة و له لسانان
من النار فإن لسان المدح في الحضور و إن لم يكن لسانا من نار إلا أنه إذا انضم إلى
لسان الذم في الغياب صار كذلك. و عن المجالس بسنده عن حفص بن غياث عن الصادق عن
أبيه عن آبائه عن علي ع قال رسول الله ص:
من
مدح أخاه المؤمن في وجهه و اغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة و عن
الباقر ع: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطرأ أخاه شاهدا و يأكله غائبا
إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله
[البهتان
أغلظ تحريما من الغيبة]
و
اعلم أنه قد يطلق الاغتياب على البهتان و هو أن يقال في شخص ما ليس فيه و هو أغلظ
تحريما من الغيبة و وجهه ظاهر لأنه جامع بين مفسدتي الكذب و الغيبة و يمكن القول
بتعدد العقاب- من جهة كل من العنوانين و المركب. و في رواية علقمة عن الصادق ع
حدثني أبي عن آبائه ع عن رسول الله ص أنه قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع
الله بينهما في الجنة أبدا و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما
و كان المغتاب في النار خالدا فيها و بئس المصير.
خاتمة
في بعض ما ورد من حقوق المسلم على أخيه
ففي
صحيحة مرازم عن أبي عبد الله ع: ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن