قال قد فعلت
فقال ص فامنع من يدخل عليها قال قد فعلت قال ص فقيدها فإنك لا تبرها بشيء أفضل من
أن تمنعها عن محارم الله عز و جل إلى آخر الخبر و احتمال كونها متجاهرة مدفوع
بالأصل.
و
منها قصد ردع المغتاب عن المنكر الذي يفعله
فإنه
أولى من ستر المنكر عليه فهو في الحقيقة إحسان في حقه مضافا إلى عموم أدلة النهي
عن المنكر.
و
منها قصد حسم مادة فساد المغتاب عن الناس
كالمبتدع
الذي يخاف من إضلاله الناس و يدل عليه مضافا إلى أن مصلحة دفع فتنته عن الناس أولى
من ستر المغتاب ما عن الكافي بسنده الصحيح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص:
إذا رأيتم أهل الريب و البدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم و أكثروا من سبهم و
القول فيهم و الوقيعة و باهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام و يحذرهم الناس
و لا يتعلموا من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات و يرفع لكم به الدرجات.
و
منها جرح الشهود
فإن
الإجماع دل على جوازه و لأن مصلحة عدم الحكم بشهادة الفساق أولى من الستر على
الفاسق و مثله بل أولى بالجواز جرح الرواة فإن مفسدة العمل برواية الفاسق أعظم من مفسدة
شهادته و يلحق بذلك الشهادة بالزنى و غيره لإقامة الحدود.
و
منها دفع الضرر عن المغتاب و عليه يحمل ما ورد في ذم زرارة
من
عدة أحاديث و قد بين ذلك الإمام ع بقوله في بعض ما أمر به عبد الله بن زرارة
بتبليغ أبيه: اقرأ مني على والدك السلام فقل له إنما أعيبك دفاعا مني عنك فإن
الناس يسارعون إلى كل من قربناه و حمدناه لإدخال الأذى عليه فيمن نحبه و نقربه و
يذمونه لمحبتنا له و قربه و دنوة منا و يرون إدخال الأذى عليه و قتله و يحمدون كل
من عيبناه نحن و إنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت منا بميلك إلينا و أنت