كما أنه لو
كان أخص وجب التعدي منه إلى مطلق الصوت الخارج على وجه اللهو.
[المحرم
ما كان من لحون أهل الفسوق و المعاصي]
و
بالجملة فالمحرم هو ما كان من لحون أهل الفسوق و المعاصي التي ورد النهي عن قراءة
القرآن بها سواء أ كان مساويا للغناء أم أعم أو أخص مع أن الظاهر أنه ليس الغناء
إلا هو
[كلمات
اللغويين في معنى الغناء]
و
إن اختلفت فيه عبارات الفقهاء و اللغويين فعن المصباح أن الغناء الصوت و عن آخر
أنه مد الصوت و عن النهاية عن الشافعي أنه تحسين الصوت و ترقيقه و عنها أيضا أن كل
من رفع صوتا و والاه فصوته عند العرب غناء. و كل هذه المفاهيم مما يعلم عدم حرمتها
و عدم صدق الغناء عليها فكلها إشارة إلى المفهوم المعين عرفا
[تعريف
المشهور للغناء]
و
الأحسن [37] من الكل ما تقدم من الصحاح و يقرب منه المحكي عن المشهور بين الفقهاء
من أنه مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب
[معنى
الطرب]
و
الطرب على ما في الصحاح خفة تعتري الإنسان لشدة حزن أو سرور و عن الأساس للزمخشري
خفة لسرور أو هم. و هذا القيد هو المدخل للصوت في أفراد اللهو و هو الذي أراده
الشاعر بقوله أ طربا و أنت قنسري أي شيخ كبير و إلا فمجرد السرور أو الحزن لا يبعد
عن الشيخ الكبير.
[مجرد
مد الصوت لا مع الترجيع المطرب لا يعد لهوا]
و
بالجملة فمجرد مد الصوت لا مع الترجيع المطرب أو و لو مع الترجيع لا يوجب كونه
لهوا و من اكتفى بذكر الترجيع كالقواعد أراد به المقتضي للإطراب.
قال
في جامع المقاصد في الشرح ليس مجرد مد الصوت محرما و إن مالت إليه النفوس ما لم
ينته إلى حد يكون مطربا بالترجيع المقتضي للإطراب انتهى.
[هل
المراد بالمطرب كونه مطربا فعلا]
ثم
إن المراد بالمطرب ما كان مطربا في الجملة بالنسبة إلى المغني أو المستمع