في سوق
المدينة بطعام فقال لصاحبه ما أرى طعامك إلا طيبا فأوحى الله إليه أن يدس يده في
الطعام ففعل فأخرج طعاما رديا فقال لصاحبه ما أراك إلا و قد جمعت خيانة و غشا
للمسلمين و رواية موسى بن بكر عن أبي الحسن ع: أنه أخذ دينارا من الدنانير
المصبوبة بين يديه فقطعها نصفين ثم قال ألقه في البالوعة حتى لا يباع بشيء فيه غش
و قوله فيه غش جملة ابتدائية و الضمير في لا يباع راجع إلى الدينار. و في رواية
هشام بن الحكم قال: كنت أبيع السابري في الظلال فمر بي أبو الحسن فقال لي يا هشام
إن البيع في الظلال غش و الغش لا يحل و في رواية الحلبي قال: سألت أبا عبد الله ع
عن الرجل يشتري طعاما فيكون أحسن له و اتفق له أن يبله من غير أن يلتمس زيادته
فقال إن كان بيعا لا يصلحه إلا ذلك و لا ينفقه غيره من غير أن يلتمس فيه زيادة فلا
بأس و إن كان إنما يغش به المسلمين فلا يصلح و روايته الأخرى قال: سألت أبا عبد
الله ع عن الرجل يكون عنده لونان من الطعام سعرهما شتى و أحدهما أجود من الآخر و
يخلطهما جميعا ثم يبيعهما بسعر واحد فقال لا يصلح له أن يغش المسلمين حتى يبينه و
رواية داود بن سرحان قال: كان معي جرابان من مسك أحدهما رطب و الآخر يابس فبدأت
بالرطب فبعته ثم أخذت اليابس أبيعه فإذا أنا لا أعطي باليابس الثمن الذي يسوى و لا
يزيدوني على ثمن الرطب فسألت أبا عبد الله ع عن ذلك أ يصلح لي أن أنديه قال لا إلا
أن تعلمهم قال فنديته ثم أعلمتهم قال لا بأس.
ثم
إن ظاهر الأخبار هو كون الغش بما يخفى
كمزج
اللبن بالماء و خلط الجيد بالرديء في مثل الدهن و منه وضع الحرير في مكان بارد
ليكتسب ثقلا و نحو