هذا كله
مضافا إلى أن ظاهر أخبار الساحر إرادة من يخشى ضرره كما اعترف به بعض الأساطين و
استقرب لذلك جواز الحل به بعد أن نسبه إلى كثير من أصحابنا.
[منع
جمع من الأعلام من حل السحر بالسحر]
لكنه
مع ذلك كله فقد منع العلامة في غير واحد من كتبه و الشهيد رحمه الله في الدروس و
الفاضل الميسي و الشهيد الثاني من حل السحر به و لعلهم حملوا ما دل على الجواز مع
اعتبار سنده على حالة الضرورة و انحصار سبب الحل فيه لا مجرد دفع الضرر مع إمكانه
بغيره من الأدعية و التعويذات و لذا ذهب جماعة منهم الشهيدان و الميسي و غيرهم إلى
جواز تعلمه ليتوقى به من السحر و يدفع به دعوى المتنبي. و ربما حملت أخبار الجواز
الحاكية لقصة هاروت و ماروت على جواز ذلك في الشريعة السابقة و فيه نظر.
ثم
الظاهر أن التسخيرات بأقسامها داخلة في السحر
على
جميع تعاريفه و قد عرفت أن الشهيدين مع أخذ الإضرار في تعريف السحر ذكرا أن
استخدام الملائكة و الجن من السحر و لعل وجه دخوله تضرر المسخر بتسخيره. و أما
سائر التعاريف فالظاهر شمولها لها و ظاهر عبارة الإيضاح أيضا دخول هذه في معقد
دعواه الضرورة على التحريم لأن الظاهر دخولها في الأقسام و العزائم و النفث و يدخل
في ذلك تسخير الحيوانات- من الهوام و السباع و الوحوش و غير ذلك خصوصا الإنسان.
و
عمل السيمياء ملحق بالسحر اسما أو حكما
و
قد صرح بحرمته الشهيد في الدروس و المراد به على ما قيل إحداث خيالات لا وجود لها
في الحس يوجب تأثيرا في شيء آخر