فيه فضلا عن
الإضرار ببدنه أو عقله. و عن الفاضل المقداد في التنقيح أنه عمل يستفاد منه ملكه
نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأسباب خفية و هذا يشمل علمي الخواص و الحيل
[ما
أفاده العلامة المجلسي في البحار في بيان أقسام السحر]
و
قال في البحار بعد ما نقل عن أهل اللغة إنه ما لطف و خفي سببه إنه في عرف الشرع
مختص بكل أمر مخفي سببها و يتخيل على غير حقيقته و يجري مجرى التمويه و الخداع
انتهى و هذا أعم من الكل لأنه ذكر بعد ذلك ما حاصله أن السحر على أقسام
الأول
سحر الكلدانيين الكذابين
الذين
كانوا في قديم الدهر و هم قوم كانوا يعبدون الكواكب و يزعمون أنها المدبرة لهذا
العالم و منها تصدير الخيرات و الشرور و السعادات و النحوسات ثم ذكر أنهم على
ثلاثة مذاهب فمنهم من يزعم أنها الواجبة لذاتها الخالقة للعالم و منهم من يزعم
أنها قديمة لقدم العلة المؤثرة فيها و منهم من يزعم أنها حادثة مخلوقة فعالة
مختارة فوض خالقها أمر العالم إليها و الساحر عند هذه الفرق من يعرف القوى الغالبة
الفعالة بسائطها و مركباتها و يعرف ما يليق بالعالم السفلى معداتها ليعدها و
عوائقها ليرفعها بحسب الطاقة البشرية فيكون من استحداث ما يخرق العادة.
الثاني
سحر أصحاب الأوهام
و
النفوس القوية.
الثالث
الاستعانة بالأرواح الأرضية
و
قد أنكرها بعض الفلاسفة و قال بها الأكابر منهم و هي في أنفسها مختلفة فمنهم خيرة
و هم مؤمنو الجن و شريرة و هم كفار الجن و شياطينهم.