إلى أبي عبد
الله ع نحن ولد نوبخت المنجم و قد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتب نعم و
المنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقولون إن الفلك فيه النجوم و الشمس و القمر
إلى أن قال فكتب ع نعم ما لم يخرج من التوحيد.
الثاني
أنها تفعل الآثار المنسوبة إليها
و الله
سبحانه هو المؤثر الأعظم كما يقوله بعضهم على ما ذكره العلامة و غيره
[ما
أفاده العلامة في أنوار الملكوت]
قال
العلامة في محكي شرح فص الياقوت اختلف قول المنجمين على قولين أحدهما قول من يقول
إنها حية مختارة الثاني قول من يقول إنها موجبة و القولان باطلان. و قد تقدم عن
المجلسي رحمه الله أن القول بكونها فاعلة بالإرادة و الاختيار و إن توقف تأثيرها
على شرائط أخر كفر و هو ظاهر أكثر العبارات المتقدمة. و لعل وجهه أن نسبة الأفعال
التي دلت على ضرورة الدين على استنادها إلى الله تعالى كالخلق و الرزق و الإحياء و
الإماتة و غيرها إلى غيره تعالى مخالف لضرورة الدين.
[ظاهر
الشهيد في قواعده عدم كفر المعتقد بذلك]
لكن
ظاهر شيخنا الشهيد في القواعد العدم فإنه بعد ما ذكر الكلام الذي نقلناه منه سابقا
قال و إن اعتقد أنها تفعل الآثار المنسوبة إليها و الله سبحانه هو المؤثر الأعظم
فهو مخطئ إذ لا حياة لهذه الكواكب ثابتة بدليل عقلي و لا نقلي انتهى. و ظاهره أن
عدم القول بذلك لعدم المقتضي له و هو الدليل لا لوجود المانع منه و هو انعقاد
الضرورة على خلافه فهو ممكن غير معلوم الوقوع.
[توجيه
ما ذكره الشهيد]
و
لعل وجهه أن الضروري عدم نسبة تلك الأفعال إلى فاعل مختار باختيار مستقل مغاير
لاختيار الله كما هو ظاهر قول المفوضة أما استنادها إلى الفاعل بإرادة الله
المختار بعين مشيته و اختياره حتى يكون كالآلة بزيادة الشعور و قيام الاختيار به
بحيث يصدق أنه فعله و فعل الله فلا إذ المخالف للضرورة إنكار نسبة الفعل إلى