فمن صدقك
بهذا فقد استغنى عن الاستعانة بالله في دفع المكروه بالصدقة و الدعاء و غيرهما من
الأسباب نظير تأثير نحوسة الأيام الواردة في الروايات و رد نحوستها بالصدقة إلا أن
جوازها مبني على جواز اعتقاد الاقتضاء في العلويات للحوادث السفلية و سيجيء إنكار
المشهور لذلك و إن كان يظهر ذلك من المحدث الكاشاني
[جواز
الإخبار لا بنحو اقتضاء الأوضاع الفلكية]
و
لو أخبر بالحوادث بطريق جريان العادة على وقوع الحادثة عند الحركة الفلانية من دون
اقتضاء لها أصلا فهو أسلم- قال في الدروس و لو أخبر بأن الله تعالى يفعل كذا عند
كذا لم يحرم و إن كره انتهى.
الرابع
اعتقاد ربط الحركات الفلكية بالكائنات
و
الربط يتصور على وجوه
الأول
الاستقلال في التأثير
بحيث
يمتنع التخلف عنها امتناع تخلف المعلول عن العلة العقلية
و
ظاهر كثير من العبارات كون هذا كفرا
.
قال السيد المرتضى رحمه الله فيما حكي عنه و كيف يشتبه على مسلم بطلان أحكام
التنجيم و قد أجمع المسلمون قديما و حديثا على تكذيب المنجمين و الشهادة بفساد
مذهبهم و بطلان أحكامهم و معلوم من دين الرسول ضرورة تكذيب ما يدعيه المنجمون و
الإزراء عليهم و التعجيز لهم و في الروايات عنه ص ما لا يحصى كثرة و كذا عن علماء
أهل بيته و خيار أصحابه و ما اشتهر بهذه الشهرة في دين الإسلام كيف يفتي بخلافه
منتسب إلى الملة و مصل إلى القبلة انتهى و قال العلامة في المنتهى بعد ما أفتى
بتحريم التنجيم و تعلم النجوم مع اعتقاد إنها مؤثرة أو أن لها مدخلا في التأثير في
النفع و الضر و بالجملة كل من اعتقد ربط الحركات النفسانية و الطبيعية بالحركات
الفلكية و الاتصالات الكوكبية كافر انتهى و قال الشهيد رحمه الله في قواعده كل من
اعتقد في الكواكب أنها مدبرة لهذا العالم و موجدة له فلا ريب أنه كافر