عن المعنى
الاسمي في امور منها: أنّ المعنى الحرفيّ باعتباره نسبة و كلّ نسبة متقوّمة
بطرفيها فلا يمكن أن يلحظ دائما إلّا ضمن لحاظ طرفي النسبة، و أمّا المعنى الاسميّ
فيمكن أن يلحظ بصورة مستقلة.
و
قد ذهب المحقّق النائيني (رحمه اللّه) إلى التفرقة بين المعاني الاسميّة و المعاني
الحرفيّة بأنّ الأولى (إخطاريّة) و الثانية (إيجاديّة). و المستفاد من ظاهر كلمات
مقرّري بحثه أنّ مراده بكون المعنى الاسميّ إخطاريّا، أنّ الإسم يدلّ على معنى
ثابت في ذهن المتكلّم في المرتبة السابقة على الكلام، و ليس دور الإسم إلّا
التعبير عن ذلك المعنى، و مراده بكون المعنى الحرفيّ إيجاديّا أنّ الحرف أداة
للربط بين مفردات الكلام فمدلوله هو نفس الربط الواقع في مرحلة الكلام بين
مفرداته، و لا يعبّر عن معنى أسبق رتبة من هذه المرحلة، و من هنا يكون الحرف موجدا
لمعناه لأنّ معناه ليس إلّا الربط الكلاميّ الذي يحصل به.
و
هذا المعنى من الإيجاديّة للحرف واضح البطلان لأنّ الحرف و إن كان يوجد الربط في
مرحلة الكلام و لكنّه إنّما يوجد ذلك بسبب دلالته على معنى، أي على الجانب النسبيّ
و الربطيّ في الصورة الذهنية، و نسبته إلى الربط القائم في الصورة الذهنيّة على
حدّ ربط الإسم بالمعاني الاسميّة الداخلة في تلك الصورة. فلا تصحّ التفرقة بين
المعاني الاسميّة و الحرفيّة بالإخطاريّة و الإيجاديّة.
نعم
هناك معنى آخر دقيق و لطيف لإيجاديّة المعاني الحرفيّة تتميّز به عن المعاني
الاسميّة تأتي الإشارة إليه في الحلقة الثالثة إن شاء اللّه تعالى