responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 84

المعبود. وكيف يرجع اختيار نصب الإمام إليهم؟ وهو أعرف بما يصلحهم منهم يترك الأصلح إلى غيره من غير ضرورة تدعو إلى ذلك, فإن الضرورة تقدر بقدرها عند عروضها, واحتمال عروضها لا يوجب ترك الأصلح المأمور بفعله, والحال إنّ نصب الإمام من أعظم المصالح العامة وأهمها باتفاق أهل السنّة والإمامية, ولو أنّ ترك ذلك مستحسن لتركته الملوك والسلاطين فتراهم ينصبون ولي عهدهم قبل كل شيء, ويرشدون رعيتهم إليه, أفيترك ذلك ملك الملوك والعقل الكامل؟ كلاّ ولو اختبرت أهل السنّة لوجدتهم يبالغون في هذا الأمر أكثر من الإمامية, فإنّهم تركوا حضور تجهيز النبي 5 ودفنه, وتهافتوا في سقيفة بني ساعدة, واشتغلوا بأمر الإمامة خشية أنْ (يختل)[1] أمر الدين ولو ريثما يدفن النبي 5, لأنهم رأوا ذلك أصلح للدين مِن انتظارهم هذه المدّة اليسيرة حتى فاتتهم الصلاة عليه إلاّ نفرا يسيرا, وفي بعض الأخبار لم يدفن النبي 5 حتى تم أمر الخلافة وانقطع النزاع وبويع ابن أبي قحافة, وقيل بقى النبي 5 إلى ثلاثة أيام لم يقبر لكنّ المشهور الأول, (من أجل)[2] لزوم ذلك والاهتمام به عهد أبو بكر إلى عمر واستخلفه, فأيّ عاقل يجوّز ترك الاستخلاف على من أحرز عقل الكل؟ لعمري إنّ هذا بهتان عظيم.

وفي الأثر (حدث العاقل بما لا يليق فإن صّدق فلا عقل له), وعلى كلّ حال فالمحقق من تواتر الأخبار وأخبار المؤرخين إن جمعاً من الصحابة لم يحضروا تجهيز النبي 5, وأسرعوا إلى سقيفة بني ساعدة لطلب الإمارة والخلافة, وهذا هو الذي دعا الإمامية إلى الانحراف عنهم وعدم الاعتناء بشأنهم, لأنّ المنصف الخالي من شوائب العناد وهوى النفس يسأل مِنه إنّه أي خلل ووهن وزحنة[3]


[1] ورد في الأصل "لا يختل" والصواب ما أثبتناه لأن وجودها يعكس المعنى.

[2] ورد في أصل المخطوطة "لأجل" والصواب ما أثبتناه.

[3] زَحَنَ: زحن الرجل يزحن زحناً، وتزحن تزحناً أي أبطأ عن أمره وعمله اذا أراد رحيلاً فعرض له شغل فبطأ به قلت: له زحنة بعد. العين للفراهيدي: ج3، ص161.

نام کتاب : الإمامة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست