responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 43

الله تعالى, إذ هو تحصيل حاصل نظير بعث نبي بعد نبي في تبليغ شريعة واحدة في عصر واحد, فحينئذ دعوى احتياج الشريعة إلى إمام حافظ مثل النبي ممنوعة أشّد المنع.

هذا أقصى ما يقرر في الإشكال على المقدمة المزبورة من جانب الخصم ومع ذلك هو صورة بلا معنى أو هيولى[1] بلا صورة, كسراب بقيعة, فإن قياس السنّة بكتاب الله تعالى قياس مع الفارق, نظراً إلى أن الكتاب المجيد صدر من مصدر الجلال الإلهي, والحفّاظ والكتّاب عند نزوله دونوه وحفظوه وضبطوه أشد الضبط, واجتهدوا في حراسته على حد المحافظة لسائر كتب العلوم, حتى أنهم طالما يتنازعون في الهمزة والضمة والكسرة منه, إلى أن دوّنت الكتب في ذلك, ولذلك كان الكتاب المجيد متواتراً وباقياً إلى يوم القيامة نظير الكتب الدينية وغير الدينية الباقية في الناس على الدوام لاشتمالها على المصالح الدينية والدنيوية, أو لميل طباع النوع الإنساني إلى بقائها كما هو المشاهد في كتب القصص والحكايات والأشعار, وليس الكتاب العزيز بأقل منها.

وأما السنّة النبوية المشتملة على بيان النبي 5 للأحكام فمن المعلوم أن بيان الأحكام بأسرها دفعة واحدة لم يقع منه, بل غير ممكن عادة, وإنما الصادر منه 5 البيان في مواقع الابتلاء, وفي مقامات الاحتياج للمحتاج عند سؤاله أو ابتلائه بحكم لا يعلمه, ولم ينقل عنه ولا عُرِف منه أنه عند بيان الحكم لسائل حضِر 5 جميع الصحابة لسماع ذلك الحكم, أو (جَمْعٌ)[2] منهم يفيد قولهم القطع إذا نقلوا الحكم وضبطوه, أو أن الصحابة تصدّوا لهذا الأمر بحيث لم يصدر حكم من النبي 5 إلاّ ضبطوه وحرروه على نسق اهتمامهم بضبط المنزّل


[1] الهيولى: قوة موضوعة لحمل الصور منفعلة، وبتعبير آخر: هي جوهر من حيث هي موضوعة للصور. راجع: معجم المصطلحات الفلسفية: ص440.

[2] ورد في الاصل "جمعاً" ولا موجب للنصب.

نام کتاب : الإمامة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست