كانَ الرجلُ يأتي الحَيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول: خِطبٌ،
أيْ جئتُ خاطباً، فيقال له: نِكحٌ، أي أنْكَحْناك»[3].
ويطلق على الوطء، وعلى العقد دون الوطء،
ويتعدّى بالهمزة إلى آخر؛ فيقال: أَنْكَحْتُ الرجل المرأة، يقال: مأخوذ من
نَكَحَهُ الدواء إذا خامره وغلبه، أو من تَنَاكَحَتِ الأشجار إذا انضم بعضها إلى
بعض، أو من نَكَحَ المطر الأرض إذا اختلط بثراها[4].
وعلى هذا فيكون النِّكَاحُ مجازاً في العقد والوطء جميعاً، لأنّه
مأخوذ من غيره فلا يستقيم القول بأنّه حقيقة لا فيهما ولا في أحدهما، ويؤيده أنّه
لا يفهم العقد إلّا بقرينة، نحو نَكَحَ في بني فلان، ولا يفهم الوطء إلّا بقرينة،
نحو نَكَحَ زوجته، وذلك من علامات المجاز، وإن قيل: غير مأخوذ من شيء فيترجّح
الاشتراك؛ لأنّه لا يفهم واحد من قسميه إلّا بقرينة[5].
المطلب الثاني: النكاح اصطلاحا
وفيه جهتان
الجهة الأولى: في الفقه
اصطلح فقهاء الامامية على النكاح «النكاح
حقيقة شرعية في العقد، وهو عقد لفظي مملّك للوطء ابتداء؛ لقوله تعالى: يا أَيُّهَا
الذينَ آمَنُوا إذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ
أَنْ تَمَسُّوهُنَ[6]- الآية- ومجاز شرعي»[7]
كما بين في المعنى اللغوي، أو «تسليط على