وحمدت مآثره ونوّه باسمه، وأنثال الناس إلى قراه وحداناً ومثنى
وجماعات وشتى 0 فلا يضجره ذلك 0 ينساق إلى هذا بدافع من نفسه وبسجيّة من طبعه، حتى
غمر معروفه وفاض نداه، وخصّ بلقب (الموح) تشبيهاً بالماء إذا طغى وفاض 0
ولم تكن أريحيته تختص بالقرى والضيافة، فانّه كان ينفق من ثراه ما
استطاع على العفاة والبائسين وطلاب العلوم والهاشميين والشعراء والمادحين 0 وقد
شيّد بيتاً إلى كنف بيته آوى إليه المكافيف وذوي العاهات المزمنة ومن أقعدتهم
الشيخوخة 0 وكان يتعهدهم بالحنان والعطف والمرؤة 0
وإذا نظرنا إلى السراة والزعماء في الأقطار العراقية الذين قبضوا على
ثراها الطائل 0 نراهم قد امتحنوا بالديون المتراكمة، واكل سعادتهم وهناءهم رباها
المضاعف، والذي أوقفهم في تلك المشاكل انغماسهم في الحضارة الأوربية وإسرافهم في
ترفها وتطورهم في سبيل أوضاعها 0