لم يكن لقب (الموح[1]) الذي اشتهر
به مما وضعه إبانة له، إنما اكتسبه بالجدارة والاستحقاق 0
وأصله في اللغة: الإعطاء والامتلاء 0 حتى يفيض الإناء بما فيه 0 وشاع
استعماله في اللغة العامية في طغيان مياه الشطوط في مواسم الفيضان حتى تبلغ أقصى
مدى في ارتفاعها 0 فيقال: موّح الشط 0 وقد مرّت على القبائل القاطنة في قطر أدوار
فاقة نضبت فيها المياه، ولم يدر الضرع 0 فكان لعبقرية السخاء اثر بالغ في الجماهير
0 وقد شحّت النفوس هلعاً، وأمسكت جزعاً، وأزبدت الوجوه، وعبست فلم تحي ضيفاً، ولم
تفتح للقرى باباً 0 وكان هو يتفجر سخاءً ويفيض عرفاً، يملأ الجفان والقصاع،
ويتخيّر الظواهر واليفاع فتكردس في محله الأضياف، وتتهافت إلى فنائه الوفّاد،
يقصده الداني والقاصي فلا ينزل إلا على الرحب والسعة، وذاع صيته بين القبائل بذلك،
[1] الموح: ماح مَيْحاً: أعطاه 0 والميحُ يجري
مجرى المنفعة، وكل من أعطى معروفاً فقد ماح 0